أي رسائل يحملها طعام الأمريكيين في الصين؟

ميدار.نت - بكين
الصين
الولايات المتحدة
27 أبريل 2024
Cover

ميدار.نت - بكين

في العلاقة بين الصين وأمريكا، لا يوجد شيء عفوي أو متروك للصدفة، فحتى وجبات الطعام التي يأكلها المسؤولون الأمريكيون تغص برسائل الرمزية الجيوسياسية.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه عندما يشرب المسؤول الأمريكي جعة صينية مصنوعة من نبات الجنجل الأمريكي، فذلك يشير إلى «عمق العلاقة التجارية» بين البلدين وأهميتها، ولكن إذا تناول المسؤول وجبة تبتية فتلك رسالة حول «حقوق الإنسان».

ويمكن أن تتحول الوجبات إلى مثار للجدل والسخرية، فضعف مهارات استخدام عيدان تناول الطعام أو عدم معرفة ذلك، يمكن أن تكون «علامة على الكفاءة الثقافية أو الأمية».

وأيضاً يمكن لـ«وجبة باهظة الثمن أن تجعل الطابع الرسمي للزيارة مبالغا فيه»، في حين تناول وجبة رخيصة قد تظهر المسؤول باعتباره «شخصا غير كريم».

 

طبق حساء

وعندما زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن الصين، تساءل البعض على وسائل التواصل الاجتماعي المحلية، إذا كان سيزور شنغهاي ويجرب بعض فطائر الحساء الشهيرة هناك.

ويبدو أن بلينكن تابع ما كتبه الصينيون، فزار بالفعل مطعما شهيرا للحساء في تلك الليلة، وتناول وجبة خفيفة شعبية تقليدية، كما حضر مباراة كرة سلة، ما جعل زيارته أكثر ودية مما كانت عليه زيارته السابقة العام الماضي.

 

وزيرة الخزانة

وفي العام الماضي، تصدرت وزيرة الخزانة جانيت يلين عناوين الصحف عندما أكلت، في مطعم في بكين يقدم المأكولات من مقاطعة يونان، فطر قد يكون ساما بشكل طفيف ويسبب الهلوسة إذا لم يتم طهيه جيدا.

وهذا الشهر، زارت يلين مطعما شهيرا في قوانغتشو، ومطعما في سيتشوان في بكين، وبعد نشر الأطباق التي طلبتها على الإنترنت، تسائل الصينيون عن تنوع الأطباق التي طلبتها وقدرتها على تحمل تكاليفها ومهاراتها في استعمال عيدان تناول الطعام وحقيقة أنها وفريقها جلسوا بين رواد المطعم الآخرين بدلا من غرفة خاصة.

وكانت الأطباق التي طلبتها يلين وفريقها عبارة عن وجبات كلاسيكية محلية ولم يتم تعديلها وفقا للأذواق الأجنبية.

ولم تكن وزيرة الخزانة أول شخصية أمريكية رفيعة المستوى تحول المطاعم الصينية إلى قبلة مشهورة للأكل، ففي عام 2011، أدت نائب الرئيس آنذاك جو بايدن إلى مطعم معكرونة في بكين إلى ارتفاع كبير في أعماله، ودفعت المطعم إلى إنشاء قائمة المعكرونة باسم "مجموعة بايدن".

وفي عام 2014، بعد أن زارت ميشيل أوباما مطعما للأكل الساخن في مدينة تشنغدو، قال المطعم إنه سينشئ قائمة طعام باسم "السيدة الأمريكية الأولى".

لكن زيارتها لمطعم تبتي في نفس المدينة أثار عاصفة من الجدل، واعترف موظفوها في ذلك الوقت بأن المكان تم اختياره عمدا لإظهار الدعم لحقوق التبتيين وحرياتهم الدينية في الصين.